كلمة المشرف

تحظى الجامعات باهتمام بالغ على مستوى العالم باعتبارها على قمة هرم منظومة التعليم، فالجامعات تُعَد بمثابة مراكز إشعاعٍ حضاريٍ في مجتمعاتها، وتمثل قوةً دافعةً نحو تقدم تلك المجتمعات وازدهارها وتحضُّرها وتنميتها .. وما تواجهه مجتمعات اليوم من تحديات كبرى أفرزتها التغيرات السريعة والمتلاحقة على كافة الأصعدة في مختلف المجالات، تفرض على الجامعات بما تضمه من علماء وباحثين وأكاديميين، أن تجدد من عطائها وتطور من أدائها .. وانطلاقا من هذا الدور المتعاظم للجامعات في المجتمعات الحديثة، فإن إنشاء الجمعيات العلمية بالجامعات يعد أحد الضرورات الأساسية التي يقتضيها الارتقاء بمستوى الأداء الجامعي في استطراق الخبرة ونقل التجربة وإحداث النهضة العلمية وإثراء الحياة الثقافية في المجتمع والسعي للنهوض بالفرع العلمي الذي تعمل فيه الجمعية ضمن إطارِ جهدٍ تطوعيٍ جماعي.

وتعتبر الجمعية العلمية التي يتم إنشاؤها في الجامعة بمثابة بيتِ خبرةٍ علميٍ ومهنيٍ للمتخصصين في أحد فروع المعرفة من أجل تطويره وربطه بالمجتمع لتثقيفه وتوعيته من خلال توزيع مطبوعاتها، وتقديم الدورات التعليمية والأكاديمية، وعقد المؤتمرات العامة والمتخصصة، وتقديم الاستشارات الفنية المتخصصة، مما ينعكس إيجابياً على التقدم المعرفي والوعي الثقافي للمجتمع .. كما أنها تسعى للقيام بالدراسات والبحوث العلمية في مجال تخصصها، وتدعيم الروابط وتبادل الأفكار والمعرفة بين المشتغلين في مجالها في الداخل والخارج.

ويعدّ إنشاء إدارة الجمعيات العلمية بجامعة الطائف بمثابة تحفيزٍ وتشجيعٍ على إنشاء جمعياتٍ علميةٍ متخصصةٍ في المجالات التي تتميز فيها الجامعة، وتقديم الدعم الإداري والفني لها، وتطوير الأدوار التي تضطلع بها، ورفع كفاءة أدائها .. كما تأمل إدارة الجمعيات العلمية بالجامعة أن تصبح وعاءً تتجمع فيه الخبرات الراشدة والتجارب الناجحة، لتستفيد منها كل الجمعيات العلمية في إطارٍ جمعيٍ يعمل على استطراق المعرفة ونشر النماذج الإبداعية على أوسع نطاق .. كذلك ستعمل الإدارة على توثيق الروابط وتضافر الجهود والتنسيق بين كافة الجمعيات العلمية بالجامعة في جو من التفاهم والتعاون وتبادل الخبرات والأفكار وتقاسم المعارف.

ستسعى إدارة الجمعيات العلمية بالجامعة إلى تقديم الدعم الملهِم وتأصيل التفاعل البناء والاتصال المستمر بين الجمعيات العلمية بالجامعة، في إطار من الشفافية التي تعزز الثقة والاحترام المتبادل والعطاء المتميز والتكامل في الأدوار، لتعظيم المردود وتحقيق الأهداف الكبرى التي حددتها رؤية المملكة 2030 .. وفي هذا الإطار الإيجابي والمناخ المحفز الذي تستهدف إدارة الجمعيات العلمية بالجامعة صناعته، تستطيع كل جمعية الوفاء بمسؤوليتها المجتمعية وتحقيق أهدافها وخدمة أعضائها ومنسوبيها مع الحفاظ على خصوصية كل طرف، مما يعطي زخماً زائداً وقيمة مضافة لتحقيق النفع العام والارتقاء بالصورة الذهنية والسمعة المؤسسية لجامعتنا.

                                                                                            د.عبدالله خلف العنزي